27 مارس 2009

كيف كانت الحياه ؟

لا تغيب عن أحدنا الصور الحياتيه التي صورتها كتب التاريخ لنا عن الحياه في مكه قبل بعثه محمد صلي الله عليه وسلم . لم تكن مكه بؤره فساد ، كما أنها لم تكن قطعه من الجنه . ولأنها كانت مزار لكل أهل الجزيره العربيه و العالم كله في ذلك الوقت . فقد كانت مطمعا لصاحب الفيل الذي جاء من أقصي الأرض ليهدم ذلك البيت الذي يقدسه العرب . ولأن الجبال ذات الطبيعه القاسيه ، تحيط بها من كل الجوانب فجعلت ممن يعيشون بها ذو طبيعه تتلائم مع قسوه هذه الجبال.
تحكم هؤلاء مجموعه من القيم والأعراف التي تعارف عليها الناس فيما بينهم ، ولم تكن هذه القيم والأعراف مدونه (مكتوبه ) بل كانت محفوظه في عقول وصدور مجموعه من الحكماء ، و ينشرها الشعراء بين الناس . ويتباري الناس و يتنافسون في تقديم أحسن ما عندهم من إكرام للضيف و الزود والدفاع عن العرض والنفس و المال. والجميع يتنافس ويتصارع و يتقاتل علي الصداره ( القياده ) الزعامه ...لها اسماء كثيره عندهم في ذلك الوقت . ومن أجلها يبذل كل شيئ .
ومن دعائم القياده القوه التي تحفظ النظام فلجأ القوم الي ( القوميه )التي يتناصرون بها . وتوزعت السلطات و الزعامات بين اهل مكه كما كانت تملي عليم طبيه المكان و معادن الرجال .
و يستمد هؤلاء القوم قوتهم من الرياده الدينيه بحكم جوارهم لبيت الله الذي تحج اليه رجالات الأرض . وكانت لقريش حياتها التي تنعم بها دون ان تدين لشرق ولا غرب و لا فرس ولا روم ...حتي في مكه لم تكن قريش تدين لإله واحد ...بل جعلته آلهه ...اللات و العزي وإساف ونائله ...الخ
في بوتقه الأيام تنصهر الرجال كما تذوب و تضيع الحقائق تحت قهر السلطات الطاغيه الباغيه ...وطموحات الانسان المليئه بالشهوات و الهفوات .
قليلا من الوقت لنعيش مع صاحب الفيل و ماذا أراد؟

12 مارس 2009

ولـد الهـدى.

بسم الله الرحمن الرحيم.
يا لائمي في هواه و الهوي قدر *** لو شفك الوجد لم تعزل ولم تلم .
لا يخفي علي زائري الكريم ، جمال وحلاوه هذا البيت من قصيده طويله.. لأمير الشعراء أحمد شوقي و لا أظن أن متزوقا للشعر لا يعرف مكانه شوقي أو يجهل هذه القصيده ( نهج البرده ) و قد سميت بهذا الأسم ...معارضه لقصيده البرده ( للبصيري ) والتي كانت بدورها ...معارضه لقصيده( كعب بن زهير) بانت سعاد ...
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** والعفو عند رسول الله مأمول .
مطلع القصيده التي انشدها كعب بن زهير علي مسامع الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم . وكان كعب ممن أحل دمهم رسول الله ...آمن كعب وسعي لمن يتوسط له عند الرسول الكريم ليعفوا عنه . وقف كعب بين يدي الرسول وقال قصيدته الطويله ...فكان فيها من صدق الأيمان و جمال التعبير و حسن الأدب ما جعل الرسول صلي الله عليه وسلم يخلع بردته و يضعها علي كعب بن زهير أعجابا بما قال. سميت القصيده بالبرده ...وظل ومازال مطلع القصيده علامتها.
ومهما مدح المادحون في الممدوح من رب العالمين ( وانك لعلي خلق عظيم ) فلن يوفوه حقه ، فالمادح يمدح كلامه بمدح محمد . جاء البصيري بعد ذلك ليخط قصيده طويله في حب محمد صلي الله عليه وسلم ، سميت ببرده البصيري ...يقول فيها :ــ
يا لائمي في الهوي العذري معذره *** مني اليك ولو أنصفت لم تلم .
جاء شوقي فيما بعد ليقول نهج البرده ...
ريم علي القاع بين البان والعلم *** أحل سفك دمي في الأشهر الحرم .
فكانت نهج البرده لشوقي الأشهر و أجمل ما كتب في العصر الحديث ...خلاف قصيدته الرائعه ..
ولد الهدي فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم و ثناء.
التي شدت بها أم كلثوم فأزداد صوتها حلاوه بجمال وجلال من غنت لمولده .
دع ما ادعته النصاري في نبيهم *** وقل فيه ما شئت و أحتكم.
فمبلغ الـعلم فـيه أنه بـشر *** و أنه خـير خـلق الله كـلهم .
صلي الله عليك يا حبيبنا وسلم .
* رجاء كل من لديه رائعه من روائع هؤلاء ان ينشرها لنا ... و كل عام وحضراتكم بخير و عافيه ... وثبت الله في قلوبنا... حبه وحب رسوله... وحب من يحبه ويحب رسوله .
صلي الله عليه وسلم
*
و مما جادت به.. الأخت ( مجداويه ــ صاحبه كلنا مقاومه):ــ
وقال فيه ...حسان بن ثابت
وأجمل منك لم تر قط عيني *** وأكـمل منك لم تلد النساء.
خلقت مبرأَ من كل عـيب *** كـأنك قد خـلقت كما تشاء.